Saturday, January 10, 2009

إلى متى المكابرة يا حماس؟

إلى متى المكابرة يا حماس؟

ما نشاهده من قتل وحشي ودمار لحق باخواننا المسلمين في قطاع غزة حتماً المسؤول عنه بدرجة كبيرة ومباشرة هي اسرائيل التي أرسلت جيشها الجرار لتدمير القطاع وإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية فيه ليس خوفاً من حماس وصواريخها الكرتونية ولكن من أجل اظهار قوتها العسكرية لتخويف كل من يحاول المساس بأمنها، فاسرائيل أنشئت على أساس الديانة اليهودية وكما هو معلوم أن اليهود قوم غير متجانسين فهم شتات ولهذا فهم جبناء لا يقاتلون الا من وراء جدر مصداقاً لقول الله تعالى في سورة الحشر الآية (14) ?لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون?. ولكن هناك أيضاً طرفاً آخر تقع عليه مسؤولية الدمار والقتل الذي لحق بالشعب الفلسطيني في غزة ألا وهو حزب حركة حماس الذي ربط وجود غزة بوجوده. فقد ضرب هذا الحزب المنتمي لحزب الاخوان المسلمين مصلحة الشعب الفلسطيني في غزة عرض الحائط من أجل مصلحته الحزبية. فهذا الحزب الذي ظهرت عليه مؤخراً سيره وفق أجندة ايرانية وسورية هو من أعطى السبب لاسرائيل لتدمير غزة وقتل شعبها بعد رفضه التجديد للهدنة التي وقعها مع اسرائيل مطلقاً شعاراته الثورية المهددة للكيان الصهيوني الاسرائيلي بالويل والثبور، وأنه سيزلزل الأرض تحت أقدام الجيش الاسرائيلي ولم يكتف هذا الحزب باطلاق الشعارات والتهديدات بل بدأ فعلاً باطلاق صواريخه القسام التي تعتبر ألعاباً نارية مقارنة بالصواريخ الاسرائيلية على البلدات الاسرائيلية محاولاً دفع اسرائيل للانصياع الى شروطه متناسياً بأنه الطرف الأضعف في اتفاقية الهدنة. فبسبب محاولة البعض اختزال القضية الفلسطينية في حزب واحد هو ما أدى الى ضياع فلسطين واستمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو جنين أو الخليل أو رام الله أو حتى دول أخرى غير فلسطين يوجد بها الشعب الفلسطيني مثل ما حدث في لبنان عام 1982. فحزب منظمة التحرير الفلسطينية اختزل القضية الفلسطينية في حزبه فقط وربط مصير الشعب الفلسطيني بمصيره فأخذ يطلق الصواريخ من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على الأراضي التي يحتلها الجيش الاسرائيلي عام 1982 مما أدى الى قيام الجيش الاسرائيلي باجتياح لبنان وتدميرها وقتل ما يقارب من 1400 عنصر مسلح من أتباع حزب منظمة التحرير بالاضافة الى قتل المئات من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين مقابل قتل ما يقارب 300 جندي اسرائيلي فقط وكانت النتيجة بعد حصار دام 88 يوماً لمخيمات الفلسطينيين هناك تم التوقيع على اتفاقية وقف اطلاق النار بشرط خروج حزب منظمة التحرير من لبنان، وبالفعل خرجت عناصر هذا الحزب الى تونس. والظروف الحالية في قطاع غزة تشابه الى حد بعيد الظروف التي عاشها الشعب الفلسطيني في مخيمات اللاجئين في لبنان، فحماس اختزلت قطاع غزة وشعبه في حزبها فقط وأطلقت الصواريخ على البلدات الاسرائيلية فكان الثمن اجتياح القطاع عسكرياً من قبل الجيش الاسرائيلي وقتل أكثر من 600 مدني منهم أطفال وشيوخ بل وأسر أبيدت بالكامل ولم نسمع عن اصابة أي قيادي من حزب حماس. فهل سينتهي هذا الاجتياح العسكري الاسرائيلي لقطاع غزة بنفس السيناريو الذي انتهى به الاجتياح الاسرائيلي لمخيمات الفلسطينيين في لبنان عام 1982؟ وهل سترضى حماس بمغادرة القطاع أو على الأقل مغادرة السلطة فيه؟ أم أنها ستقاتل حتى آخر قطرة دم لطفل فلسطيني؟ ان من الحكمة أن يعرف المرء قدر قوته قبل الخوض في معارك عسكرية تأتي على الأخضر واليابس كما من الحكمة ركون المرء الى الهدنة اذا وجد أن عدوه أقوى منه عدة وعتاداً، وكذلك أن يؤثر المرء شعبه على نفسه. فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عقد صلح الحديبية مع كفار قريش مع أنه نبي مرسل مؤيد من قبل الله تعالى ولكنه أبى الا أن يعقد الصلح حتى يجنب المسلمين ويلات الحرب وهم ما زالوا ضعافاً. ولهذا نناشد حماس بعدم المكابرة رحمة بالشعب الفلسطيني في غزة.

أرجو من حماس النظر بعين العقل في مواقف من يحثها على نهجها المتهور مثل ايران وسورية وحزب الله، فطهران رفضت تقديم أي مساعدة عسكرية واكتفت بالمظاهرات بزعم أن لدى الشعب الفلسطيني الأسلحة الضرورية للدفاع عن قطاع غزة ! كما أنها أمرت حزب الله بعدم فتح أي جبهة عسكرية مع اسرائيل، أما سورية فقد اكتفت بالتصريحات الدبلوماسية والمظاهرات الشعبية من أجل المحافظة على تحسن علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ومحاولتها التقرب من الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما
بقلم حمد سالم المري.

No comments:

Post a Comment