Friday, January 9, 2009

الحقيقة المرة لقناة الجزيرة


قناة الجزيرة نحن نعلم ما تعلمون.....بقلم: عماد شاهين



لا اعلم لماذا قامت قناة الجزيرة الفضائية حاليا بنشر تقرير فضائي مصور يتحدث عن ثورة الشعب الفلسطيني الذي نحترم ونُجل دون ان تشير الى «الثورة» الحقيقية لهذا الشعب العربي البطل حيث اماطت اللثام عن كل ما هو سلبي لاشاعة الفرقة والخصومة ما بين شعوب عربية شقيقة منحها الله نعمة النسيان.

ولماذا تنصّب قناة الجزيرة نفسها «الوصي» على مقدرات الامة العربية والاسلامية بما فيها من المفارقات الايدلوجية والنفسية والتاريخية والاجتماعية دون التعمق العلمي والموضوعي فيها وانها تعمل على نشر كل ما هو مثير بعد خلطه بانصاف الاحاديث التي يطلقها عبر القناة مجموعة من مكتومي الاصوات في بلدانهم لاسباب متعددة منها الاسترزاق والعمالة تحت شعار المعارضة.

ان الحقبة التاريخية التي اظهرت فيها قناة الجزيرة ومقدمو برنامج «الثورة الفلسطينية» لم تكن دقيقة كما ينبغي حيث كان هدف بث الحلقة واضحا للعيان ويندرج تحت بند الافلاس المهني والاخلاقي والاثارة التي تجني بعدها الانتشار كما هو متعارف عليه في سياسة القناة دائما والخشية - لا قدر الله - ان يكون الهدف من بث الحلقة هو اثارة النعرات الطائفية والاقليمية ما بين الشعوب العربية المحكوم عليها بالعيش الابدي مع بعضها حتى يرث الله الارض ومن عليها.

كان على قناة الجزيرة عندما تتناول حقبة الثورة الفلسطينية وهي لا تحتاج الى اشارة او تلميح للشرف والعزة لانها تملكها اصلا بل ان تتناول الاحداث الحديثة وما حدث ويحدث للشعب الفلسطيني من قتل وتعذيب وتهجير واعتقال وهدم منازل وضرب حصار لئيم على لقمة الخبز وجرعة الدواء.

وكما كان عليها الاشارة الى بطولات وامجاد شهداء فلسطين خلال ستين عاما من الاحتلال الصهيوني والتواطؤ الدولي لا ان تضع المشاهد في متاهة لا يعرف الخروج منها ضمن اطار تضليلي كاذب ومزور للحقب التاريخية المتعاقبة فتشتت افكاره وتقوم بعملية غسل دماغ للمواطن العربي المتلقي من قناة يشرف عليها اخصائيون في علم النفس والاجتماع والسيطرة على افكار المشاهدين.

العديد من المثقفين والمطلعين العرب اصبحوا يكشفون النوايا الباطنية وغير السليمة لهذه القناة التي استطاعت بقوة دهائها ان تستقطب ملايين المشاهدين من البسطاء من اجل «دس السم بالسم» بين ملايين المشاهدين من عرب ومسلمين وعند مشاهدتهم لجميع البرامج التي تضعها الجزيرة يؤكدون انها اقترفت «جريمة التوقيت المدروس»، ومن هنا لا يعقل بان قناة فضائية بهذا الحجم المالي وشبكة المراسلين التي تغطي العالم لا تدرك التوقيت ولا تعي بان الهدف منه هو تأليب الشعوب على بعضها واثارة البلد الواحد على نفسه وتعزيز الانقسامات واستغلال اي فجوة صغيرة واستدعاء التاريخ القديم بكل سلبياته بهدف الاثارة والوقيعة وتعي تماما من هم المستفيدون من وراء بث روح الهزيمة في ارجاء الوطن الواحد!





*رئيس تحرير " المواجهة" الأسبوعية الأردنية وموقع العراب نيوز الالكتروني

No comments:

Post a Comment